التفاسير

< >
عرض

فَٱلْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
١٥
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
١٦
-الحديد

تفسير كتاب الله العزيز

قوله تعالى: { فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ } يا أهل النفاق لأن المخاطبة إنما كانت من الله لهم { وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } أيضاً، يعني أهل الإِنكار والجحود.
قال تعالى: { مَأَوَاكُمُ النَّارُ } يعني المنافقين والكفار والجاحدين، كقوله عز وجل:
{ إِنَّ اللهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً } [النساء:140] قال: { مَأَوَاكُمُ النَّارُ } أنتم المنافقون والكفار. { هِيَ مَوْلاَكُمْ } أي: كنتم تتولونها في الدنيا فتعملون عمل أهلها الذين يدخلونها اليوم، فهي مولاكم اليوم { وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }.
قوله: { أَلَمْ يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ } والخشوع الخوف الثابت في القلب { وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } أي القرآن { وَلاَ يَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ } يعني اليهود والنصارى { فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ } أي: الدهر، يعني بقاءهم في الدنيا { فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } فغلظت قلوبهم { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } أي: من ثبت منهم على الشرك.
وتفسير الحسن قال: نزلت هذه الآية { أَلَمْ يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ } قال: نزلت والله وهم أهل الصلاة والصوم والأعمال الحسنة، وهم أصحاب النبي عليه السلام فاستزادهم بذلك.
وبعضهم يقول: نزلت في المنافقين: { أَلَمْ يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } أي: الذين أقرّوا ولم يعملوا { أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } أي: فيصدُقوا في القول والعمل كما فعل المؤمنون الذين صدَقوا الله في قولهم وعملهم.