قوله: { اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } أي: فكذلك يقدر أن
يحيي الموتى. وقال بعضهم: وكذلك يُلين القلوبَ بالذكر بعد قساوتها. { قَدْ بَيَّنَّا
لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي: لكي تعقلوا عن الله بيانه لكم.
قوله تعالى: { إِنَّ المُصَّدِّقِينَ وَالمُصَّدِّقَاتِ } أي: المتصدّقين والمتصدّقات
{ وَأَقْرَضُواْ اللهَ قَرْضاً حَسَناً } هذا في التطوّع، أي يقدمون لأنفسهم { يُضَاعَفُ
لَهُمْ } أي: يضاعف لهم الثواب عليه { وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } أي ثواب كريم، أي:
الجنة.
قال تعالى: { وَالذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ } أي: صدِّقوا بما
جاء من عند الله، وعملوا بما صدّقوا به { وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ } أي: الذين يقاتلون
في سبيل الله.
وتفسير الشهداء: يشهدون كرامة الله، في تفسير الحسن. وقد ترجى الشهادة
لأقوام لم يُقتلوا في سبيل الله سيُلحقهم الله بالشهداء.
ذكروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه يوماً: "ما الشهيد عندكم؟ قالوا:
القتيل في سبيل الله. فقال: إن شهداء أمتى إذاً لقليل. ثم قال: القتيل في سبيل الله
شهادة، والبطن شهادة، والطاعون شهادة، والغرق والحرق شهادة، النِّفاس شهادة،
والسّلّ شهادة" .
ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بين حياة الشهيد في الدنيا
وحياته في الآخرة إلا كمضغ تمرة" .
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد
القرصة" .
ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل الشهادة صادقاً من قِبَل
نفسه فله أجر الشهيد وإن مات على فراشه" .
ذكروا عن الحسن أنه قرأ هذه الآية: { الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ
الصِّذِّيقُونَ وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ } فقال: كل مُّؤمن شهيد وإن مات على فراشه.
[وتفسير مجاهد في قوله: (وَالشُّهَدَاءُ): يشهدون على أنفسهم بالإِيمان].
قال تعالى: { لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ } قال: { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بآيَاتِنَآ
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }.