التفاسير

< >
عرض

مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ
٢٢
لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
٢٣
-الحديد

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ } يعني الجدوبة ونقص الثمار { وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ } يعني الأمراض والبلايا في الأجساد { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ } أي: من قبل أن نخلقها. تفسير الحسن: من قبل أن يخلق الله تلك النفوس. وبعضهم يقول: من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض. { إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ } أي: هيّن.
تفسير الحسن: إن الله كتب عنده كتاباً: إن ذنب كذا وكذا عقوبته كذا وكذا. فيعفو عن أكثر ذلك ويعاقب من ذلك ما يشاء؛ وهو قوله:
{ وَمَآ أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } [الشورى:30].
قال تعالى: { لِكَيْلاَ تَأْسَوْا } أي: لكي لا تحزنوا { عَلَى مَا فَاتَكُمْ } أي: من الدنيا، أي فيما أصابكم في الأرض وفي أنفسكم. أي: فيعلمون أن ذلك بذنب، فيعتبرون ويتوبون. { وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَآ آتَاكُمْ } أي: من الدنيا.
ذكروا عن الحسن عن عبد الله بن عمر أنه قال: ما أبالي على أي حال رجعت إلى أهلي؛ لئن كانوا على عسر إني أنتظر اليسر، وإن كانوا على يسر إني لأنتظر العسر.
وبلغنا أن حذيفة قال: إن أقرّ أيامي لعيني يوم أرجع إلى أهلي وهم يشكون إلي الحاجة.
ذكروا أن... امرأة مسروق، قالت: ما قلت لمسروق قط: ما أصبح لعيالك اليوم رزق إلا تبسّم ضاحكاً وقال: أما والله ليأتينهم الله برزق.
وبلغنا أن عمر بن الخطاب قال: والله ما أبالي أي حال سبق إلي: يسر أم عسر، لأن أحدهما يتلو صاحبه، ثم تلا هذه الآية:
{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } [الشرح:5-6]. قال تعالى: { وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }.