التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ
٢٤
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
٢٥
-الحديد

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } يعني اليهود يأمرون إخوانهم بالبخل، أي: بكتمان ما في أيديهم من نعت محمد عليه السلام، وبالإِسلام وبالزكاة. قال: { وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ } أي عن خلقه { الْحَمِيدُ } أي المستحمد إلى خلقه، أي: أوجب عليهم أن يحمدوه.
قوله عز وجل: { لَقَد أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ } أي: وجعلنا معهم الميزان، وهو العدل. كقوله:
{ وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ } [الرحمن:7] أي: وضع الميزان في الأرض { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسْطِ } أي: بالعدل. { وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ } أي: وجعلنا الحديد، أخرجه الله من الأرض { فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } يعني السلاح من السيوف والدروع وغيرها. وقال في الدروع، { لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ } [الأنبياء:80] والبأس: القتال، وجعل فيه أيضاً جُنَّة من القتل والدروع وما حرمته. { وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } يعني ما ينتفعون به من الحديد في معايشهم.
قال: { وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ } أي بالإيمان بالغيب. والغيب: البعث والحساب والجنة والنار. فإنما ينصر الله ورسلَه من يؤمن بهذا، وهذا علم الفعال. قال: وليعلمنكم الله ناصرين دينه ورسله أو تاركين نصرتهما. قال: { إِنَّ اللهَ قَوِيُّ } أي: في سلطانه { عَزِيزٌ } أي: في نقمته.