التفاسير

< >
عرض

لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
١٧
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ
١٨
-المجادلة

تفسير كتاب الله العزيز

{ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُم أَمْوَالُهُمْ وَلآ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }.
قال تعالى: { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً } أي: يوم القيامة { فَيَحْلِفُونَ لَهُ } أي: إنهم كانوا في الدنيا مؤمنين، أي: بالآخرة، بالإِقرار الذي كان منهم { كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } أنتم في الدنيا فتقبلون منهم { وَيَحْسَبُونَ } أي: يحسب المنافقون { أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ } أي: أن ذلك يجوز لهم عند الله كما جاز لهم عندكم في الدنيا إذا أقرّوا بإقراركم، وادّعوا ملتكم، فقالوا: إنهم مؤمنون حيث أقروا بالإِيمان وجرت عليهم أحكامه.
قال تعالى: { أَلآ إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ } أي: إذا ظنوا أنهم على شيء ولم يعملوا بفرائض الله ويوفوا كوفاء المؤمنين كقوله:
{ يَآ أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ } [المائدة:68] أي: حتى تعملوا بما عهد إليكم ربكم في كتبه التي أنزل على أنبيائه. ثم قصد إلى المسليمن فقال: { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ } يقول: وأنتم أيضاً يا معشر من أقر للنبي عليه السلام بما جاء لستم على شيء، أي: لستم مؤمنين حتى تقيموا ما أنزل إليكم من ربكم في كتابه الذي أنزل إليكم وما عهد إليكم على لسان نبيه.