ثم قال: { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ } أي: فكلوه فهو لكم
حلال { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } من الميتة والدم ولحم الخنزير... إلى آخر
الآية { إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } أي من تلك الأشياء التي حرّم. وقال بعضهم: إلا ما
اضطررتم إليه من الميتة.
قال: { وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ } يعني المشركين، بغير علم أتاهم
من الله ولا حجة. { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ } فهو يعلم أنكم أيها المشركون
أنتم المعتدون، تعتدون أمر الله.
قال الكلبي: { فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ } فلما حرّم الله
الميتة قال المشركون للمؤمنين: ما قتل الله لكم أحق أن تأكلوه أو ما قتلتم بسكاكينكم
وأنتم زعمتم أنكم تعبدون الله ولا تأكلون ما ذبح لكم وتأكلون أنتم ممّا ذكرتم عليه
اسم الله. فقال الله للمؤمنين: { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ
لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ }، أي بيّن لكم ما حرّم عليكم.
قوله: { وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ }. قال الحسن: علانيته وسرّه. وقال
بعضهم: قليلَه وكثيرَه وسرّه وعلاَنيّتَه. قال: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ } أي يعملون
الإِثم { سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ } أي يكتسبون، أي يعملون.