التفاسير

< >
عرض

قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ
٦٥
-الأنعام

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ }.
ذكروا أن جابر بن عبد الله قال:
"لما نزلت { قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهم إني أعوذ بوجهك" . قال: { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ } قال: هو ما كان بعد النبي عليه السلام من الفرقة والاختلاف.
ذكروا عن الحسن
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوماً صلاة فأطالها فقيل: يا رسول الله: قد رأيناك اليوم تصلي صلاة ما رأيناك تصليها قال: إنها صلاة رغبة ورهبة، وإني سألت ربي فيها ثلاثاً، فأعطاني منها اثنتين ومنعني واحدة؛ سألته ألا يسلّط على أمتى عدواً من غيرها، فأعطانيها، وسألته ألا يسلط على أمتي السَّنَةَ فيهلكهم، فأعطانيها، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فَمنعنيها
"
. ذكروا أن رسول الله قال: "استقيموا ونِعِمَّا إن استقمتم، وخير أعمالكم الصلاة، ولن تجوعوا ولن تُعلَو ولا أخاف عليكم إلا أنفسكم" .
وفي تفسير عمرو عن الحسن في قوله: { عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ } أي فيحصبكم بالحجارة كما حصب قوم لوط أو ببعض ما ينزل من العذاب، { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } أي بخسفة أو برجفة، { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } أي اختلافاً يخالف بعضكم بعضاً { وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ } أي فيقتل بعضكم بعضاً. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سألت ربي ألا يظهر على أمتى أهل دين غيرهم فأعطاني ذلك، وسألته ألا يهلكهم جوعاً فأعطاني ذلك، وسألته ألا يجمعهم على ضلالة فأعطاني ذلك، وسألته ألا يلبسهم شيعاً فمنعني ذلك" .
قوله: { انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ } أي كيف نبيّن الآيات { لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } أي لكي يفقهوا.