التفاسير

< >
عرض

عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَٱللَّهُ قَدِيرٌ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٧
لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ
٨
إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواْ عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ
٩
-الممتحنة

تفسير كتاب الله العزيز

ثم قال عز وجل: { عَسَى اللهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً }. يعني المشركين. فلما أسلم أهل مكة خالطهم المسلمون وناكحوهم، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان، وهي المودة التي ذكر الله عز وجل. قال الله: { وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
قوله عز وجل: { لاَّ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُم } يعني قرابة المؤمنين { أَن تَبَرُّوهُمْ } بالصلة { وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ } أي: وتعدلوا إليهم، أي في أموالكم { إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } أي: العَادِلِينَ. وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم ثم أمر بقتال المشركين كافة.
وكان المسلمون قبل أن يؤمر النبي عليه السلام بقتال المشركين استشاروا النبي عليه السلام في قراباتهم من المشركين أن يصلوهم ويبروهم، فأنزل الله عز وجل هذه الآية، في تفسير الحسن.
ذكروا عن الحسن قال: كان رجل من المشركين قد سماه يهدي النبي عليه السلام لا يزال يهاديه، وإنه قدم على النبي عليه السلام بهدية فقال له النبي عليه السلام: أو كنت أسلمت؟ قال: لا، قال له: فإنه لا يحل لنا رفد المشركين. وتفسير مجاهد: هم الذين آمنوا بمكة ولم يهاجروا.
قوله عز وجل: { إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ } يعني كفار أهل مكةِ { وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ } أي: من مكة { وَظَاهَرُواْ } أي: وأعانوا { عَلَى إِخْرَاجِكُم أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }.