قال تعالى: { وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤمِنِينَ } أي
{ نَصْرٌ مِّنَ اللهِ } على أعدائه، { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } يعني فتح مكة { وَبَشِّرِ الْمُؤمِنِينَ } بأن لهم
الجنة، أي جنات عدن في الآخرة والنصر لهم على أعدائهم في الدنيا.
قوله: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُواْ أَنصَار اللهِ } ولمحمد بالقتال على دينه { كَمَا
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ } وهم أنصاره { مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللهِ } أي:
مع الله. قال مجاهد: من يتبعني إلى الله. { قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ }.
ذكروا عن بعضهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حواريين وحواريي أبو بكر
وعمر وسعد وعثمان بن مظعون" .
قال تعالى: { فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَاءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ } أي قاتلت الطائفة
المؤمنة الطائفة الكافرة { فَأَيَّدْنَا } أي: أعنا { الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ
ظَاهِرِينَ } أي عليهم قد ظفروا بهم. وهذا تفسير الحسن. ولم يكن الحسن يصف
قتالهم بالليل كان أم بالنهار. وقال ابن عباس. قاتلو ليلاً فأصبحوا ظاهرين عليهم.
وقال مجاهد: يعني من آمن مع عيسى من قومه.