التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ
٩
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
١٠
تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
١١
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١٢
-الصف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ } أي الإسلام { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ [وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } تفسير الحسن: حتى تدين له الأديان كلها ويحكم على أهل الأديان كلها. وتفسير ابن عباس حتى يظهر النبي على الدين كله] أي على سائر شرائع الأديان كلها. فلم يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتمَّ الله له ذلك كله.
ذكروا عن سليم بن عامر الكلاعي قال: سمعنا المقداد بن الأسود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يبقى أهل مدر ولا وبر إلا أدخله الله الإسلام بِعِزِّ عزيز أو بذُلِّ ذليل، إما يعزهم فيجعلهم من أهله، وإما يذلهم فيدينون له" .
ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى وأبوهم واحد، يعني دينهم واحد وشرائعهم مختلفة. وقال صلى الله عليه وسلم أنا أحق الناس بعيسى بن مريم، لأنه ليس بيني وبينه نبي، وإنه نازل لا محالة فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع الخلق، بين ممصّرتين، سبط الرأس، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويقاتل الناس على الإسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها غير الإسلام حتى تقع الأمانة في الأرض حتى ترتع الأسد مع الإبل، والنمور مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الغلمان بالحيات لا يضر بعضهم بعضاً" .
قوله عز وجل: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ }. تفسير الكلبي: إن هذا جواب لقولهم: لو نعلم أحب الأعمال إلى الله وأرضاها عنده لعملنا بها له. فقال تعالى: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }... إلى آخر الآية، مع قوله: { إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ }.
ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هل تريدون من ربكم إلا أن يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم الجنة؟ قالوا حسبنا يا رسول الله، قال فاغزوا في سبيل الله" .
ذكروا عن الحسن قال: من كثرت سيئاته وقلت حسناته فليجعل دروب الروم من وراء ظهره.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما جميع أعمال البر في الجهاد في سبيل الله إلا كنفثة رجل ينفثها في بحر لجي، ألا وإن طالب العلم أعظم أجراً" .
قال تعالى: { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزَ الْعَظِيمُ } ذكروا عن الحسن أن أدنى أهل الجنة منزلة آخرهم دخولاً، فيعطى فيقال له: انظر ما أعطاك الله، ويفسح لهم في أبصارهم فينظرون إلى مسيرة مائة عام كله له ليس فيه موضع شبر إلا وهو عامر قصور الذهب والفضة وخيام اللؤلؤ والياقوت، فيها أزواجه وخدمه.
ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أدنى أهل الجنة منزلة من له سبعة قصور من قصور الجنة" . قال بعضهم: أحسبها أنواع القصور. قال وليس أحد إلا له سبعة قصور: قصر من ذهب، وقصر من فضة، وقصر من در، وقصر من ياقوت، كل قصر منها فرسخ في فرسخ، لكل قصر منها ألف مصراع ووصيف قائم لا يكبر على حاله له شُرَف الفضة وشُرف الذهب، فيها أبوابها وأغلاقها.