التفاسير

< >
عرض

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ٱلْمَلِكِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
١
هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢
وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٣
-الجمعة

تفسير كتاب الله العزيز

تفسير سورة الجمعة، وهي مدنية كلها
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله عز وجل: { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ القُدُّوسِ } أي المبارك في تفسير الحسن. وقال الكلبي: القدوس: الطاهر { الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } في تفسير الحسن: لعزته ذلّ من دونه، وفي تفسير بعضهم: العزيز في نقمته، الحكيم في أمره.
قوله: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ } العرب { رَسُولاً مِّنْهُمْ } أي: كانوا أميين ليس عندهم كتاب من عند الله كما كان لأهل الكتاب، وقد كانوا يخطون بأيديهم.
قال عز وجل: { يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ } يعني القرآن { وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } قال بعضهم: الكتاب: القرآن، والحكمة: السنة، والزكاة: العمل الصالح. قال عز وجل: { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ } أي: كانوا قبل أن يأتيهم محمد صلى الله عليه وسلم بالكتاب والحكمة { لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي: بيّن.
قال عز وجل: { وَءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } أي: بعث في الأميين رسولاً منهم وفي آخرين لما يلحقوا بهم بعد.
في تفسير الحسن: إنهم الذين اتبعوا أصحاب النبي عليه السلام. وقال مجاهد: وآخرين منهم لما يلحقوا بهم: أي: إخوانهم من العجم.
ذكروا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بينما أنا في غنم لي سوداء إذ خَالطها غنم عفراء، قال انس قال: هم قوم يأتون بعدكم فيكون بهم مال وجمال وإخوان" .
ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم" .