تفسير سورة المنافقون، وهي مدنية كلها
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله عز وجل: { إِذَا جَآءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ
نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }.
وذلك أن نفراً من المنافقين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إذا لقينا
المشركين شهدنا عندهم إنك لرسول الله، فقال الله عز وجل: { إِذَا جَآءَكَ الْمُنَافِقُونَ
قَالُواْ نَشْهَدُ } أي: نشهد عند المشركين إذا لقيناهم { إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ
لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ } فيما قالوا لك { لَكَاذِبُونَ } [أي: إنما يقولونه بأفواههم
وقلوبهم ليست على الإِيمان].
قوله تعالى: { اتَّخَذُواْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً }. وذلك أنهم حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ليصدّقهم، فقال تعالى: { اتَّخَذُواْ أَيْمَانَهُمْ } أي: حلفهم الذي يحلفون به جنة، أي
اجتنبوا بها، أي: استتروا [حتى لا يقتلوا ولا تسبى ذراريهم] { فَصَدُّواْ عَن
سَبِيلِ اللهِ } أي عن الإسلام، أي يصدون الناس عنه قال: { إِنَّهُمْ سَآءَ } أي: بئس
{ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }.
{ ذَلَكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا } أي: أقروا وصدقوا { ثُمَّ كَفَرُواْ } أي: خالفوا وضيعوا
{ فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ } أي: فتختم على قلوبهم، أي: بنفاقهم { فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ }.