التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالُوۤاْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
٦
زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ
٧
فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلنّورِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلْنَا وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
٨
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٩
-التغابن

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُواْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } أي: إنكاراً لذلك، وهو مثل قولهم: { أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَّسُولاً } [الإِسراء:94] أي: لم يفعل. قال: { فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ } أي: عن طاعة الله. قال: { وَّاسْتَغْنَى اللهُ } أي: عنهم { وَاللهُ غَنِيٌّ } عن خلقه { حَمِيدٌ } أي: استحمد إلى خلقه، أي: استوجب عليهم أن يحمدوه.
قوله عز وجل: { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَن لَّن يُّبْعَثُواْ قُلْ } يا محمد { بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ } أي: يوم القيامة { ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ فَئَامِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ } أي يوم القيامة، يجتمع فيه الخلائق أهل السماوات وأهل الأرض، وهو تبع للكلام الأول ليبعثنكم يوم يجمعنكم ليوم الجمع { ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } أي: يتغابنون في المنازل عند الله، فريق في الجنة، وفريق في السعير. أي غبن أهل الجنة أهلَ النار.
قال تعالى: { وَمَن يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } أي: لا يموتون ولا يخرجون أبداً { ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } أي: النجاة العظيمة من الجنة إلى النار.