التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ أَمْرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً
٥
أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُوْلاَتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
٦
لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّآ آتَاهُ ٱللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَآ آتَاهَا سَيَجْعَلُ ٱللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً
٧
-الطلاق

تفسير كتاب الله العزيز

قول الله عز وجل: { ذَلِكَ أَمْرُ اللهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ } أي: في القرآن. { وَمَن يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً }.
قوله عز وجل: { أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ } أي: من سعتكم، يعني أن لها المسكن حتى تنقضي العدة { وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ } أي: في المسكن { لِتُضَيِّقُواْ عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُوْلاَتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } أي: إن كانت حاملاًَ أنفق عليها حتى تضع حملها إذا طلقها.
ذكروا عن سعيد بن المسيب أنه قال: المطلقة ثلاثاً وليست حبلى لها السكنى ولا نفقة لها. ذكروا عن ابن عمر أنه قال: المطلقة ثلاثاً لا تنتقل، وهي في ذلك لا نفقة لها.
ذكروا أن علياً كان يقول: أيما رجل طلق امرأته فلينفق عليها حتى يتبين له أنها حامل أم لا. فإن كانت حاملاً أنفق عليها حتى تضع حملها، وإن لم يكن حمل فلا نفقة لها.
وذكر عن عمرو بن دينا عن ابن عباس وابن الزبير قالا: نفقتها من نصيبها. وقال ابن مسعود النفقة من جميع المال. وَبِقَوْلِ ابن عباس وابن الزبير يأخذ أصحابنا وعليه يعتمدون، وهو قول أبي عبيدة والعامة من فقهائنا.
قوله: { فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } أي أجر الرضاع { وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ } يعني الرجل والمرأة. { وَإِن تَعَاسَرْتُمْ } أي في الرضاع { فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى } أي: فاسترضعوا له امرأة أخرى. وهو قوله:
{ وَإِن أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ } [البقرة:233].
قال تعالى: { لِيُنفِق ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ } أي: قُتِر عليه رزقه { فَلْيُنفِقْ مِمَّآ آتَاهُ اللهُ } أي من النفقة على مطلقته { لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ مَآ آتَاهَا } أي: إلا ما أعطاها من الرزق { سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً } أي: سيجعل الله بعدما قتر عليه الرزق بأن يوسع عليه يسراً. ذكر عن الحسن عن عبدالله بن مسعود قال: ما أبالي على أي حال رجعت إلى أهلي؛ لئن كانوا على عسر، إني لأنتظر اليسر، وإن كانوا على يسر إني لأنتظر العسر.