التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَعْتَذِرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٧
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَٱغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٨
-التحريم

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَعْتَذِرُواْ الْيَوْمَ } وهذا يقال لهم يوم القيامة { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: في الدنيا.
قوله عز وجل: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً } يحيى عن حماد عن سِماكِ بن حرب عن النعمان بن بشير قال: سألت عمر بن الخطاب عن التوبة النصوح قال: هي أن يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه.
يحيى عن الفرات عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن عبيد الله بن معقل قال: كان أبي عند عبد الله بن مسعود فسمعته يقول لعبد الله: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الندم توبة. قال: نعم.
يحيى عن سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن الشعبي قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
قوله تعالى: { عَسَى رَبُّكُمْ } وعسى من الله واجبة { أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } يقودهم إلى الجنة { وَبِأَيْمَانِهِمْ } كتبهم، وهي بشراهم بالجنة { يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.
تفسير الكلبي: إنه يعطي كل مؤمن نوراً، وبعضهم أكثر من بعض، فيجوزون على الصراط منهم كالبرق، ومنهم من يكون كركض الفرس الجواد، ومنهم من يسعى سعياً، ومنهم من يزحف زحفاً، وهم الذين { يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }. وقد فسرنا ما بلغنا من ذلك في سورة الحديد.