التفاسير

< >
عرض

فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ
١١
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
١٢
وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
١٣
أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ
١٤
هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ
١٥
ءَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ
١٦
أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ
١٧
وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ
١٨
-الملك

تفسير كتاب الله العزيز

قال الله تعالى: { فَاعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً } أي: فبعداً { لأَصْحَابِ السَّعِيرِ } أي: أهل السعير، أهل النار.
ثم قال: { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ } أي: في السر، ومثلها في سورة ق:
{ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } [سورة ق:33] أي: يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها. { لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }.
قوله عز وجل: { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُواْ بِهِ } أي: فهو يعلمه { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي: بما في الصدور.
{ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } على الاستفهام، أي: هو خلقكم فكيف لا يعلم سركم وعلانيتكم. { وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } فبلطفه خلق الخلق، وهو الخبير بأعمالهم.
قوله عز وجل: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً } أي: [سهّل لكم السلوك فيها و] ذلّلها لكم. وهو كقوله: (فِرَاشاً) و (بِسَاطاً) و (مِهَاداً) { فَامْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا } أي: فامضوا في مناكبها، ومناكبها، جوانبها. وتفسير الحسن: جوانبها وطرقها، وقال الكَلْبِي: مناكبها: أطرافها. وقال بعضهم: نواحيها، وتفسير مجاهد: طرقها وفجاجها. قال: { وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ } أي: الذي أحل لكم { وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } أي: البعث.
قوله: { ءَأمِنتُم مَّن فِي السَّمَآءِ } على الاستفهام، يعني نفسه { أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ } أي: إنكم لا تأمنون ذلك { فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } أي: تتحرك حين تخسف بكم. { أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَآءِ } يعني نفسه، وهي مثل الأولى، أي لا تأمنون { أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً } أي: كما حصب قوم لوط، أي: بالحجارة التي أمطرها عليهم. قال تعالى: { فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرٌ }. وهذا تخويف. قال الحسن: يعني المشركين.
ثم قال للنبي عليه السلام: { وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي: من قبل قومك يا محمد { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } علىالاستفهام، أي: كان شديداً. ونكيري، أي: عقوبتي.