التفاسير

< >
عرض

أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٢٢
قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
٢٣
قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٢٤
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٥
قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٢٦
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ
٢٧
-الملك

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ } أي: لا يبصر: موضع قدميه، وهذا مِثل الكافر. أي: هو أعمى عن الهدى { أَهْدَى } أي: هو أهدى { أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي: عدلا مهتديا يبصر حيث يسلك، على طريق مستقيم، وهو الطريق إلى الجنة. وهذا مَثَل المؤمن، أي: المؤمن أهدى من الكافر.
قال تعالى: { قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ } أي: خلقكم { وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي: أقلكم من يشكر، أي: أقلكم المؤمن.
{ قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ } أي: خلقكم في الأرض { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } أي: يوم القيامة.
قال: { وَيَقُولُونَ } يعني المشركين { مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }.
قال الله لنبيه عليه السلام { قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللهِ } أي: علم الساعة. أي: متى الساعة، لا يعلم قيامها إلا هو { وَإِنَّمَآ أَنَا نَذِيرٌ } أي: أنذركم عذاب الله { مُّبِينٌ } أي أبيّن لكم عن الله.
قال الله تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْهُ } يعني العذاب { زُلْفَةً } أي: قريباً، في تفسير الكلبي. وقال مجاهد: قد اقترب، وقال الحسن: عياناً { سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: ساء العذاب وجوههم { وَقِيلَ } [ لهم عند ذلك] { هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ } لقولهم:
{ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ } [العنكبوت:29] استهزاء وتكذيباً.