التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلْنَٰهَا رُجُوماً لِّلشَّيَٰطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ
٥
-الملك

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ } وهي الكواكب { وَجَعَلْنَاهَا } أي: الكواكب { رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ } يعني ما جعل منها رجوماً. وكان الوقت الذي جعلت فيه رجوماً حين بعث النبي عليه السلام.
ذكروا عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ما نرى نجماً يرمى به، فبينما نحن ذات ليلة إذا النجوم قد رمي بها. فقلنا ما هذا؟ إن هذا إلا أمر حدث. فجاءنا أن النبي عليه السلام قد بعث، فأنزل الله في هذه الآية، وفي سورة الجن:
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } [الجن:9].
ذكروا عن حسان بن أبي بلال قال: من قال في النجوم سوى هذه الأشياء الثلاثة فهو كاذب، ثم مفتن مبتدع. قال تعالى: { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ }. وقال:
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } [الأنعام:97] فهي مصابيح ورجوم ويهتدى بها.
ذكروا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا رأيتم الكواكب قد رمي بها فتواروا فإنها تحرق ولا تقتل. وفي تفسير الحسن: إنه يقتلهم في أسرع من طرف.
قال تعالى: { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ } أي: وأعددنا لهم { عَذَابَ السَّعِيرِ } أي: في الآخرة، أي: للذين يرجمون من الشياطين ولجماعة الشياطين. تفسير الحسن الذين هم يسترقون السمع، يسترق أحدهم السمع وهو يعلم أنه محترق وأن له في الآخرة عذاب السعير. والكلبي يقول: هم شرار إبليس. وقال الحسن: الشيطان والعفريت والمارد لا يكون إلا الكافر من الجن.