التفاسير

< >
عرض

وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
٦
إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ
٧
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ
٨
قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ
٩
وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ
١٠
-الملك

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً } أي: صوتاً في تفسير الحسن { وَهِيَ تَفُورُ } أي: تغلي { تَكَادُ تَمَيَّزُ } أي تتفرق { مِنَ الْغَيْظِ } أي: تكاد يبين بعضها من بعض تغيّظاً على أعداء الله.
قال: { كُلَّمَآ أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ } أي: التِسعة عشر { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } أي نبي ينذركم عذاب الله في الدنيا والآخرة { قَالُوا بَلَى قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ } يعنون الرسل والمؤمنين. { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } أي في الدين. وهذا خاصة في بعض المشركين دون جميع المنافقين. وأهل الكتاب اليهود والنصارى لا يقولون هذا القول، فكيف أهل الاقرار بالله والنبي والكتاب لأن اليهود والنصارى يقولون إن الله أنزل عليه كتاباً. وكانت اليهود يقرون بالتوراة ويجحدون الانجيل، وكانت النصارى يقرون بالإِنجيل ويجحدون التوراة والقرآن.
{ وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصَْحَابِ السَّعِيرِ } هؤلاء جميعُ أصحاب النار. أي: لو كنا نسمع أو نعقل في الدنيا لآمنا في الدنيَا وأوفينا بفرائض الله في الدنيا، فلم نكن من أصحاب السعير. والسعير اسم من أسماء جهنم، وجهنم كلها سعير تسعر بهم.