التفاسير

< >
عرض

أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ
١٤
إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
١٥
سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ
١٦
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
١٧
وَلاَ يَسْتَثْنُونَ
١٨
فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ
١٩
فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ
٢٠
فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ
٢١
أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ
٢٢
-القلم

تفسير كتاب الله العزيز

قال عز وجل: { أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ } على الاستفهام، أي: بأن كان ذا مال وبنين { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } أي: كذب الأولين وباطلهم. { سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ } أي: على أنفه بسواد يعرف به يوم القيامة. وقال بعضهم: أي: سيما لا تفارقه.
قوله عز وجل: { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ } يعني أهل مكة ابتلوا بالجوع حين كذبوا النبي عليه السلام { كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } أي: إذا أصبحوا.
تفسير مجاهد: إن هؤلاء قوم كانوا أول أمرهم على الشرك.
وتفسير الكلبي إنهم أبناء قوم صالحين، وإن آباءهم جعلوا من جنتهم حظا للمساكين وابن السبيل. وكان حظ المساكين وابن السبيل عند الحِصاد ما أخطأ المنجل، وعند القِطاف ما أخطأ القاطف، وعند صِرام النخل ما انتثر خارجاً من البساط الذي يبسط تحت النخل. فخلف أبناؤهم من بعدهم وقالوا: كثرنا وكثر عيالنا فليس للمساكين عندنا شيء. فتقاسموا ليصرمنّها مصبحين أي صبحاً { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } أي: ولا يقولون: إن شاء الله.
قال عز وجل: { فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ } أي: عذاب من ربك { وَهُمْ نَآئِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ } الصريم بمعنى المصروم. أي: الذاهب الهالك فأهلك تِلْكَ الجنان وذلك الحرث.
{ فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ } أي حِين أصبحوا { أَنِ اغْدُواْ عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ }.