التفاسير

< >
عرض

يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ
١٨
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ
١٩
إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ
٢٠
-الحاقة

تفسير كتاب الله العزيز

قال عز وجل: { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } أي: لا يخفى على الله من أعمالكم شيء.
قال عز وجل: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } فيعلم أنه من أهل الجنة { فَيَقُولُ هَآوُمُ اقْرَءُواْ كِتَابِيَهْ } وذلك حين يأذن الله له فيقرأ كتابه. فإذا كان الرجل في الخبر رأساً يدعو إليه ويأمر به، ويكثر تبعه عليه، دعلي باسمه واسم أبيه فيتقدم، حتى إذا دنا أخرج له كتاب أبيض بخط أبيض، في باطنه السيئات، وفي ظاهره الحسنات. فيبدأ بالسيئات فيقرأها، فيشفق ويتغير لونه. فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه: هذه سيئاتك قد غفرت لك فيفرح، ثم يقلب كتابه فيقرأ حسناته، فلا يزداد إلا فرحاً، فيقال له: هذه حسناتك، وقد ضوعفت لك، ويبيضّ وجهه، ويؤتى بتاج، فيوضع على رأسه ويكسى حُلّتين، ويحلّى كل مفصل منه، ويطول ستين ذراعاً، وهي قامة أبينا آدم عليه السلام ويقال له: انطلق إلى أصحابك فبشّرهم وأخبرهم بأن لكل إنسان منهم مثل هذا. فإذا أدبر قال: { هَاؤُمُ } أي: هاكم { اقْرَأُوا كِتَابِيَه } { إِنِّي ظَنَنتُ } أي: علمت { أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ }.