التفاسير

< >
عرض

وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ
٣٦
لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ
٣٧
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ
٣٨
وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ
٣٩
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
٤٠
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ
٤١
وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ
٤٢
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٤٣
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ
٤٤
لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ
٤٥
ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ
٤٦
فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
٤٧
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ
٤٨
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ
٤٩
وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٥٠
وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ
٥١
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٥٢
-الحاقة

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { وَلاَ طَعَامٌ } أي: وليس له ها هنا طعام { إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } أي: من غسالة أهل النار، أي: الدم والقيح. { لاَ يَأكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ } أي: المشركون والمنافقون.
قال تعالى: { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } أي: أقسم بكل شيء { إِنَّهُ } يعني القرآن { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } [أي: كريم على الله]. تفسير الحسن، إنه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: جبريل.
قال تعالى: { وَمَا هُوَ } يعني القرآن { بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } أي: أقلكم من يؤمن. { وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } أي: أقلكم من يتذكر، أي: يؤمن. قال تعالى: { تَنزِيلٌ } يعني القرآن { مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }.
قال تعالى: { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا } يعني محمد صلى الله عليه وسلم { بَعْضَ الأَقَاوِيلِ } أي: فزاد في الوحي أو نقص منه { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ } أي: لقطعنا يده اليمنى { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ } أي: نياط القلب، وهو العرق الذي القلبُ معلَّقُ به، وهو حبل الوريد. وقال مجاهد: حبل القلب الذي في الظهر فإذا انقطع مات الإِنسان.
قال تعالى: { فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } يعني بذلك المؤمنين في تفسير الحسن. وإنما صارت حاجزين لأن المعنى على الجماعة.
قال تعالى: { وإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ } أي: أن منكم من لا يؤمن. { وَإِنَّهُ } يعني القرآن { لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } وهم الذين يقبلون التذكرة. { وَإِنَّهُ } يعني القرآن { لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ } أي: يوم القيامة إذ لم يؤمنوا به في الدنيا { وَإِنَّهُ } يعني القرآن { لَحَقُّ الْيَقِينِ } أي: إنه من عند الله { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ }.