التفاسير

< >
عرض

سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
٧
فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ
٨
وَجَآءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَٱلْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ
٩
فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً
١٠
-الحاقة

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً } أي: تباعا ليس بينها تفتير. وكان ذلك من يوم الأربعاء إلى الأربعاء [والليالي سبع من ليلة الخميس إلى ليلة الأربعاء].
{ فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُم أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } شبههم بالنخل التي قد انقعرت فوقعت. قوله: (خَاوِيَةٍ) أي: خاويةً أبدانهم من أرواحها مثل النخلة الخاوية. وتفسير الحسن أن النخل الخاوية هي البالية. وذكر بعضهم أن الريح تضرب أحدهم فتقلع رأسه بجميع أحشائه، فتلقيه خاوياً.
قال: { فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } أي: من بقية. أي: إنك لا ترى أحدا باقيا، أي قد أهلكوا.
قوله عز وجل: { وَجَآءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ }، وهي تقرأ على وجهين: { من قَبْلَه } و { من قِبَلَه } فمن قرأها { قَبْلَه } خفيفة، فهو يقول، ومن قَبْلَه من الأمم السالفة التي كذبت الرسل، ومن قرأها { قِبَلَه }، فهو يقول: ومن معه { وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ }، وهي قريات قوم لوط الثلاث. وقال بعضهم: خمس مدائن خسف بها كلها، { وَالمُؤْتَفِكَاتِ }، أي: جاءوا جميعا: فرعون ومن قبله, على مقرأ من قرأها خفيفة أي: والمؤتفكات جاءوا جميعا بالخاطئة. ومن قرأها مثقلة فهو يقول: وجاء فرعون ومن قِبَلَه، ومن معه، والمؤتفكات، أي جاءوا جميعا بالخاطئة.
وتفسير مجاهد: جاءوا جميعا بالخاطئة، أي: بالشرك. وقال بعضهم: بالمعصية. { فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبِّهِمْ }. أي: عصى كل قوم رسول ربهم الذي أرسل إليهم؛ كقوله عز وجل:
{ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ } [المؤمنون:44].
قال: { فأَخَذَهُم أَخْذَةً رَّابِيَةً } قال مجاهد: أخذة شديد.