قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى
أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}.
ذكروا عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أهبط الله
آدم بالهند بأرض يقال لها بجنا ثم مسح على ظهره فأخرج منه كل نسمة هو خالقها
إلى يوم القيامة، ثم قال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}. ثم أعادهم في صلب
آدم.
وقال الكلبي: مسح ظهر آدم فأخرج منه كل خلق هو خالقه إلى يوم القيامة ثم
قال: ألست بربكم قالوا بلى، فقال للملائكة اشهدوا فقالوا شهدنا.
قوله: {أَن تَقُولُوا} أي لئلا تقولوا: {يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}.
قال: {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ، ءَابَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ} [وجدناهم على
ملة فاتبعناهم] {أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المُبْطِلُونَ}.
قال الله: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الأَيَاتِ} أي هكذا نبين الآيات {وَلَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ} أي إلى الإِيمان.
قوله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا} أي كفر {فَأَتْبَعَهُ
الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ} أي الضالّين.
ذكروا عن مجاهد قال: هو بلعام بن بعران. وقال بعضهم هو بلعم آتاه الله
علماً فتركه وكفر. وبعضهم يقول: هو أمية بن أبي الصلت. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال في أمية بن أبي الصلت: "آمن شعره وكفر قلبه" .