قوله: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ!
إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}
أي في ضلال بيِّن، أي فيما تدعونا إليه. {قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ
مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
قال الحسن يقول: أعلم من الله أنه مهلككم ومعذبكم إن لم تؤمنوا.
قال: {أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ}، أي وحي {مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ
مِّنكُمْ} [أي على لسان رجل منكم] وذلك أنهم عجبوا من ذلك {لِيُنذِرَكُمْ} أي
لكي ينذركم العذاب في الدنيا والآخرة. {وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي لكي
ترحموا إن اتَّقيتم. ولعل من الله واجبة للمؤمنين.
{فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا
قَوْماً عَمِينَ} أي عن الهدى.
قوله: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً} يقول: وأرسلنا أخاهم هوداً، تبعاً للكلام
الأول: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً}. هو أخوهم في النسب وليس بأخيهم في الدين. {قَالَ
يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَالَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}.
{قَالَ المَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ} [يعني الرؤساء] {إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ} أي من
الرأي، سفّهوه وسفّهوا دينه وزعموا أنه مجنون. {وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكَاذِبِينَ} كان
تكذيبهم إياه بالظن.