التفاسير

< >
عرض

وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً
١٠
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ
١١
وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ
١٢
وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ
١٣
وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ
١٤
كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ
١٥
نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ
١٦
-المعارج

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة مواطن لا يسأل فيها أحد أحداً: إذا وضعت الموازين حتى يعلم أيثقل ميزانه أم يخف، وإذا تطايرت الكتب حتى يعلم أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله، وعند الصراط حتى يعلم أيجوز الصراط أم لا يجوز" .
وتفسير الحسن: { وَلاَ يَسْاَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } أي: لا يسأل قريب قريبه أن يحمل عنه من ذنوبه شيئاً كما كان يحمل بعضهم عن بعض في الدنيا. كقوله عز وجل: { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } [فاطر:18].
قال تعالى: { يُبَصَّرُونَهُمْ } أي: يبصّر الرجلُ قرابتَه وأهل بيته وعشيرته في بعض المواطن ولا يعرف بعضهم بعضاً. وتفسير الكلبي: يعرفونهم مرة واحدة. قال: { يَوَدُّ الْمُجْرِمُ } أي: المشرك { لَوْ يَفْتَدِى مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ } أي: عشيرته { الَّتِي تُئْوِيهِ } تفسير الحسن: { تُئْويهِ } أي: تنصره وتنقذه في الدنيا. قال تعالى: { وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً } أي يفتدي بهم { ثُمَّ يُنْجِيهِ } ذلك من عذاب الله.
قال الله: { كَلاَّ } أي: لا ينجيه ذلك من عذاب الله.
ثم قال: { إِنَّهَا لَظَى } وهي اسم من أسماء جهنم. وجهنم كلها لظى، أي: تلظى، أي: تأجج { نَزَّاعَةً } يعني أكالة { لِّلشَّوَى }. قال الحسن: نزاعة للهام. وقال مجاهد: نزّاعة لجلود الرأس. وقال بعضهم: تأكل أطرافه ومكارم خِلقته.