التفاسير

< >
عرض

تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ
١٧
وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ
١٨
إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً
١٩
إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً
٢٠
وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً
٢١
إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ
٢٢
ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ
٢٣
وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ
٢٤
لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ
٢٥
-المعارج

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { تَدْعُواْ مَن أَدْبَرَ } [عن الإيمان] { وَتَوَلَّى } [عن طاعة الله] { وَجَمَعَ فَأَوْعَى } أي [وجمع المال] فأوعاه.
قال تعالى: { إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } أي: ضجوراً { إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ } أي: الشدة { جَزُوعاً } اي: إذا أصابته الشدة لم يصبر فيها، ليست له فيها حسبة، يعني المشرك، { وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ } أي: إذا أعطى المالَ { مَنُوعاً } أي: يمنع حق الله فيه. وذلك من المشرك والمنافق ضجر.
ثم استثنى المؤمنين من الناس فقال: { إِلاَّ الْمُصَلِّينَ } يعني المسلمين { الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } أي: يديمون عليها في تفسير الحسن. وقال الحسن: يقومون على مواقيتها. وهو واحد. وقال بعضهم: { دَائِمُونَ } أي: لا يلتفتون.
قال: { وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } تفسير الحسن: هي الزكاة المفروضة. { لِّلسَّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ }. تفسير الحسن: السائل: المسكين الذي يسأل عند الحاجة، ثم يكف عن المسألة حتى ينفد ما في يده. قال: والمحروم الفقير الذي لا يسأل على حال، فَحُرِم أن يعطى عن المسألة كما يعطى السائل، [وإذا أعطي شيئاً قبل].
ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن المسكين ليس بالطوّاف الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يسأل الناس إلحافاً" .
ذكروا عن ابن عباس قال: المحروم المُحارَف الذي لا سهم له في الغنيمة.
ذكروا عن بعضهم قالوا: هم أصحاب صُفَّة مسجد النبي عليه السلام، وهم فقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لا يستطيعون الغزو فجعل لهم يومئذ منها سهماً, ثم نزلت الآية التي في سورة براءة:
{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة:60] فصارت عامة، وهذه السورة ـ فيما بلغنا ـ مكية، وهذه الآية مدينة، والله أعلم.