قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} أي: بيوم الحساب، أي: يوم
يدين الله تعالى الناس بأعمالهم.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ} أي: خائفون {إِنَّ
عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ}. ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله:
وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع عليه أمنين؛ لا يخافني في الدنيا إلا
أمنته في الآخرة، ولا يأمنني في الدنيا إلا خوفته في الآخرة" .
قال: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ
فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} أي: لا يلامون على الحلال.
قال تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَآءَ ذَلِكَ} أي: وراء أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم
{فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} أي: فأولئك هم الزناة، تعدوا حلال الله إلى حرامه.
قال: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ} أي: فما افترض الله عليهم، والأمانات فيما
بينهم وبين الناس {وَعَهْدِهِمْ} أي: ما عاهدوا عليه الناس {رَاعُونَ} أي
حافظون، يعني يؤدون الأمانات، يوفون بالعهد فيما بينهم وبين الناس فيما وافق
الحق {وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَآئِمُونَ} وهي شهادات فيما بين الناس، يقومون بها إذا
كانت عندهم.