التفاسير

< >
عرض

فَٱصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً
٥
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً
٦
وَنَرَاهُ قَرِيباً
٧
يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ
٨
وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ
٩
-المعارج

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } يقوله للنبي عليه السلام. تفسير مجاهد: جميلاً ليس فيه جزع. وقال الحسن: على تكذيب المشركين لك، يقولون: إنك ساحر، وإنك شاعر. وإنك كاهن، وإنك كاذب وإنك مجنون.
قال تعالى: { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً }، يعني يوم القيامة، أي يقولون: إنه ليس بكائن، إنه ليس بجاء. { وَنَرَاهُ قَرِيباً } أي: جائياً. وكل آت قريب.
قال تعالى: { يَوْمَ تَكُونُ السَّمَآءُ كَالْمُهْلِ } أي: وذلك يوم تكون السماء كالمهل، أي: كعكر الزيت في تفسير بعضهم. ذكروا أن عبد الله بن مسعود أهديت له فضة فأمر فأذيبت حتى ازبدت وانماعت فقال لغلامة: ادع له نفراً من أهل الكوفة، فدخل عليه نفر من أهل الكوفة فقال: أترون هذا. ما رأينا شيئاً أشبه بالمهل من هذا.
قال الله: { وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ } أي: كالصوف الأحمر المنفوش، وهو تفسير مجاهد. وقال في آية أخرى:
{ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ } [القارعة:5]، وهو أضعف الصوف، وهو في حرف عبد الله بن مسعود: كالصوف الأحمر المنفوش، وهو تفسير مجاهد أيضاً.
قال الحسن: فأول ما يغير الجبال عن حالها أن تصير رملاً كثيباً مهيلاً. ثم تصير كالعهن المنفوش، ثم تصير هباء منتوراً منبثاً، وهو حين تذهب من أصولها. وتفسير الهباء الذي يدخل البيت من الكوى من شعاع الشمس. وقال الحسن: غباراً ذاهباً.