التفاسير

< >
عرض

وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً
٢٢
وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً
٢٣
وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً
٢٤
-نوح

تفسير كتاب الله العزيز

قال عز وجل: { وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً } أي: عظيماً، وهو الشرك { وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً }. وهي أسماء آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله. أي: لا تدعوا عبادتها في تفسير الحسن.
ذكروا أن هذه الأصنام كانت في بلاد العرب، ووصف كل صنم منها أين كان موضعه. قال بعضهم: حفظت منها موضعين ونسيت اسم موضع الصنمين. قال: كان صنم كذا وكذا برهاه ببلخع.
ذكروا عن جابر بن عبد الله أنها أصنام كانت للعرب وأحسبه سمى بعضها. فمن قال: إنها كانت في أرض العرب فإنه بقطعها في هذا الموضع من قصة نوح عليه السلام ويجعل الكلام مستأنفاً. ثم رجع إلى قصة نوح حيث يقول: { وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً }.
قوله عز وجل: { وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً } تفسير الحسن: إنه يعني الأصنام أضلت كثيراً من الناس بعبادتهم إياها من غير أن تكون الأصنام دعت إلى عبادتها.
قال عز وجل: { وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً } هذا دعاء نوح عليه السلام على قومه حين أذن الله بالدعاء عليهم: مثل قوله عز وجل:
{ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ } [هود:36].