التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً
٨
ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً
٩
فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً
١٠
يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً
١١
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً
١٢
مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً
١٣
وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً
١٤
أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً
١٥
وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً
١٦
-نوح

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً } أي مجاهرة { ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُم إِسْرَاراً } [أي: خلطت دعاءهم في العلانية بدعاء السرّ] { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } أي: من شرككم وآمنوا به { إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } أي: لمن تاب { يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً } أي: تدرّ عليكم بالمطر. ذكروا عن الأعمش عن رجل عن عبد الله بن مسعود قال: يحمل السحاب الماءَ ثم يرسل الله الريح فتمري السحاب كما تُمرَى اللقحة حتى تدرّ ثم تمطر.
قال تعالى: { وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } [قيل إنهم قد أجابوا فأعلمهم أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا].
قال تعالى: { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } أي: لا تخافون لله عظمة وتفسير مجاهد: لا تبالون لله عظمة. { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } أي: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظماً، ثم لحماً.
قال تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً } أي: بعضها فوق بعض؛ وبين كل سماءين مسيرة خمسائة عام. وقال تعالى: { وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } أي: لأهل الارض.
ذكروا عن عبد الله بن عمر قال: الشمس والقمر وجوههما إلى السماء وأقفيتهما إلى الأرض يضيئان في السماء كما يضيئان في الأرض، ثم تلا هذه الآية: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً... } الآية.
قال تعالى: { وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً } ذكروا عن يزيد بن حفص قال: قلت لعبد الله بن عمر: ما بال الشمس تصلانا أحياناً وتبرد أحياناً؟ قال: أما في الصيف فهي في السماء الخامسة، وأما في الشتاء فهي في السماء السابعة. قلت ما كنا نراه إلا في هذه السماء الدنيا. قال: لو كانت في السماء الدنيا لم يقم لها شيء. والذي في أيدينا أنها تُدنَى في الشتاء لأهل الأرض فينتفعون بها، وترفع في الصيف لكي لا يتأذوا بها.
ذكروا أن الشمس والقمر والنجوم ليس شيء منها لازقاً بالسماء، وأنها تجري في فلك دون السماء، وهو تفسير الحسن. وقال: مثل الطاحونة دون السماء. ولو كانت ملتزقة لم تجر.