التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً
١٩
قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً
٢٠
قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً
٢١
قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً
٢٢
إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً
٢٣
حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً
٢٤
-الجن

تفسير كتاب الله العزيز

{ وَاَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { يَدْعُوهُ } أي: يدعو الله { كَادُواْ } أي كاد المشركون { يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } أي: تظاهروا عليه حتى كادوا يقتلونه، في تفسير الحسن. وقال الكلبي: حتى كاد يركب بعضهم بعضاً، أي: من الحرد عليه.
قال عز وجل: { قُل }: [أي: قال النبي عليه السلام]: { إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّي وَلآ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً }.
قال تعالى: { قُلْ إِنِّي لآ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً } أي أن أدخلكم في الكفر { وَلاَ رَشَداً } أي: أن أكرهكم على الإِيمان.
{ قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي } أي: لن يمنعني { مِنَ اللهِ أَحَدٌ } أي: إن عصيته عذبني. كقوله عز وجل:
{ { إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [الأنعام: 15] { وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } أي: ملجأ ألجأ إليه، أي: يمنعني من عذاب الله، في تفسير الحسن وغيره.
وقال بعضهم: { وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } { إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ اللهِ وَرِسَالاَتِهِ } أي: إلا أن أبلغ عن الله الرسالة فإن ذلك يمنعني.
{ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ } أي: عذاب جهنم، يعني المشركين { فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً } أي: إنكم أيها المشركون أضعف ناصراً من محمد عليه السلام وأصحابه، أي: إنه لا ناصر لكم { وَأَقَلُّ عَدَداً } [أي سيفرد كل إنسان بعمله].