التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً
٢٥
عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً
٢٦
إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً
٢٧
لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً
٢٨
-الجن

تفسير كتاب الله العزيز

{ قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ } أيها المشركون من مجيء الساعة. { أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً }. وقال في آية أخرى { وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ } [الأنبياء:109].
{ عَالِمُ الْغَيْبِ } والغيب ها هنا في تفسير الحسن: القيامة وخبر ما مضى وقال بعضهم: هو قوله تعالى:
{ إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [لقمان:34]. وقال بعضهم: الغيب هنا هو الوحي.
قال: { فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ } فإنه يظهره على ما أراده من الغيب.
قال عز وجل: { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ } أي: يدي ذلك الرسول { وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } أي: من الملائكة يحفظونه حتى يبلغ عن الله رسالته.
{ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ } أي: ليعلم ذلك الرسول أن الرسل قبله قد بلّغوا رسالات ربهم { وَأَحَاطَ } أي: أحاط الله { بِمَا لَدَيْهِمْ } أي: بما عندهم مما أرسلوا به، أي فلا يوصل إليهم حتى يُبلِّغوا عن الله الرسالة. { وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ } من خلقه { عَدَداً }.