التفاسير

< >
عرض

إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً
٧
وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً
٨
رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً
٩
وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً
١٠
وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً
١١
إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً
١٢
وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً
١٣
يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً
١٤
-المزمل

تفسير كتاب الله العزيز

قال عز وجل: { إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً } أي: فراغاً طويلاً لحوائجك.
قال عز وجل: { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } أي: تضرّع إليه تضرّعاً، في تفسير الحسن. وقال الكلبي: أخلص إليه إخلاصاً.
ذكروا عن الحسن أن رجلاً من السلف كان يصلي من الليل فيتلو الآية، فإذا فرغ منها أعادها، يعيدها ويتدبّرها. قال: فهو قوله عزّ وجل: { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } قال: { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }.
قوله عز وجل: { رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ } أي: مشرق الشمس ومغربها { لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً } أي: وليّاً.
قوله عز وجل: { وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } أي: على ما يقول لك المشركون إنك كاذب وإنك شاعر، وإنك كاهن وإنك مجنون. { وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } أي: ليس فيه جزع، وهي منسوخة نسختها القتال.
قال عزّ وجلّ: { وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي النَّعْمَةِ } أي: في الدنيا، أي: فساء عذابهم يوم القيامة. وهذا وعيد هوله شديد. بلغنا أنها نزلت في بني المغيرة، وكانوا ناعمين ذوي غنى. قال عز وجل: { وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً } أي إن بقاءهم في الدنيا قليل، ثم يصيرون إلى النار.
{ إِنَّ لَدَيْنَآ } أي: عندنا، وهذا وعيد { أَنكَالاً } ذكروا عن الحسن قال: الأَنكال: القيود. قال عزّ وجل: { وَجَحِيماً } الجحيم: النار { ذَا غُصَّةٍ } أي: يأخذ بالحلاقيم، في تفسير الحسن ومجاهد. وقال الحسن: يأكلون النار، ويشربون النار، ويلبسون النار. قال عز وجل: { وَعَذَاباً أَلِيماً } أي: موجعاً.
قال عز وجل: { يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ } أي: تتزلزل { وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الجِبَالُ } [أي: وصارت الجبال] { كَثِيباً مَّهِيلاً } أي رملاً سائلاً. ذكروا عن الحسن قال: تطحن الجبال بعضها إلى بعض فتصير غباراً ذاهباً.