التفاسير

< >
عرض

يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ
١٠
كَلاَّ لاَ وَزَرَ
١١
إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ
١٢
يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ
١٣
بَلِ ٱلإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
١٤
وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ
١٥
-القيامة

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ } قال عز وجل: { كَلآَّ لاَ وَزَرَ } أي: لا جبل ولا ملجأ يلجأون إليه. قال الحسن: كلا. لا جبل ولا حرز. وكانت العرب إذا أتاها الأمر قالوا: الجبل الجبل فيحترزون به. وقال مجاهد: لا ملجأ.
قال الله: { إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ } أي: المرجع.
قال تعالى: { يُنَبَّؤُاْ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ }. وهو مثل قوله:
{ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } [الانفطار:5].
ذكروا عن ابن مسعود قال: ما قدمت من خير أو شر، وما أخرت من سنة حسنة فعمل بها بعده، فإن له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيئاً، أو سيئة ولا ينقص من أوزارهم شيئاً.
ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه ولا ينقص من أجره شيئاً. وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع عليها كان عليه وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيئاً" . وتفسير الحسن: { يُنَبَّؤُاْ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } أي ينبأ بآخر عمله وأول عمله.
قال: { بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } أي: شاهد على نفسه أنه كافر. قال: { وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } أي: ولو اعتذر لم يقبل عذره.
قال مجاهد: ولو جادل عنها فهو بصيرة عليها. وقال الكلبي: { عَلَى نَفْسِهِ بصِيرَةٌ } أي عليه من نفسه شاهد، أي: يداه ورجلاه وسائر جوارحه، يعني مثل قوله تعالى:
{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [يس:65].