التفاسير

< >
عرض

لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
١٦
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
١٧
فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ
١٨
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ
١٩
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ
٢٠
وَتَذَرُونَ ٱلآخِرَةَ
٢١
-القيامة

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }.
ذكروا عن الحسن قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن يقرأه ويذيب فيه نفسه مخافة أن ينساه، فأنزل الله: { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } [أي نحن نحفظه عليك فلا تنساه] { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ } نحن { فَاتَّبِعْ } أنت { قُرْآنَهُ } يعني فرائضه وحدوده والعمل به.
وتفسير الكلبي أن النبي عليه السلام إذا نزل عليه جبريل وعلمه شيئاً من القرآن لم يكد يفرغ جبريل من آخر الآية حتى يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأولها مخافة أن ينساها فأنزل الله عليه
{ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَآءَ اللهُ } [الأعلى:6-7]، وهو قوله: { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا } [البقرة:106] أي: ننسها النبي عليه السلام فيما ذكر بعضهم.
قال: { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } قال الحسن: نجزي به يوم القيامة، أي: على ما قلنا في القرآن من الوعد والوعيد. وقال بعضهم: نحن نبيّنه لك.
قال عز وجل: { كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ } أي: الدنيا { وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ } يعني المشركين، أي: لا يؤمنون أنها كائنة.