التفاسير

< >
عرض

فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ
٣١
وَلَـٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
٣٢
ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ
٣٣
أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ
٣٤
ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ
٣٥
أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى
٣٦
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ
٣٧
ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ
٣٨
فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ
٣٩
أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ
٤٠
-القيامة

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى } [ أي: لم يصدق ولم يصل]، يعني أبا جهل بن هشام { وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى } أي: كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله. { ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى } أي: يتبختر.
وقال أبو جهل للنبي عليه السلام: ما بين هذين الجبلين أحد أعز مني، فاجتهد أنت وربك يا محمد جهدكما. فأنزل الله: { أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى } [وعيد بعد وعيد] فقتله الله يوم بدر، ثم صيّره إلى النار.
قوله: { أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ } أي: المشرك. { أَن يُتْرَكَ سُدىً } أي: هملاً في تفسير الحسن وقال مجاهد: أن يترك باطلاً فلا يبعث ولا يحاسب بعد موته.
{ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى } وهي تقرأ على وجهين: يمنى و تمنى فمن قرأها يمنى، ذلك المني أي: مني الرجل، كقوله عز وجل:
{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ } [الواقعة:58] ومن قرأها تمنى فهو يعني النطفة يمنيها الرجل.
قال تعالى: { ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى } يعني خلق الإِنسان. يعني بقوله: (فَخَلَقَ) يعني نفسه. أي: خلقه الله فسواه مثل قوله:
{ خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ } [الإِنفطار: 7].
قال: { فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى } الذكر زوج والأنثى زوج.
قال: { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِي الْمَوْتَى }. يقوله على الاستفهام. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى على هذه الآية قال: سبحانك وبلى.