التفاسير

< >
عرض

يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ
٦
فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ
٧
وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ
٨
وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ
٩
-القيامة

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ } أي: متى يوم القيامة الذي كذب به المشرك؛ يقول ليست بجائية.
{ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ } أي: إذا شخص لإجابة الداعي. كقوله:
{ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } [إبراهيم:43].
قال الكلبي: { بَرِقَ البَصَرُ }، أي: عجب فلا يطرف لما نظر إلى السماء، فقد تمزّقت من كل جانب، وهي محمَرّة كالدهان، والملائكة على حافاتها وهي تطوي، وقد طمست نجومها، وخسفت شمسها، ودرست أعلامها، وأظهرت الملائكة أسارير المجر بيّنة الندامة، فهو شاخص البصر مخلوع القلب، معلقة روحه في حنجرته لا هي تخرج ولا هي ترجع. قال مجاهد: ذلك عند الموت.
قال: { وَخَسَفَ الْقَمَرُ } أي: ذهب ضوءه { وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } قال الحسن: أُذهِبا جميعاً. وهو قول مجاهد؛ قال: كُوِّرَا يوم القيامة. وبعضه يقول: حين تطلع الشمس والقمر من المغرب كالبعيرين المقرونين.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الشمس والقمر ثوران عقيران في النار" قال بعضهم: أي: يمثلان في النار لمن عبدهما، يُوَبَّخُونَ بذلك. قال الله عز وجل: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ } [الحج:18].