التفاسير

< >
عرض

يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً
٧
وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً
٨
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً
٩
إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً
١٠
-الإنسان

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ } أي: ما كان من نذر في طاعة الله.
ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا نذر في معصية الله، ولا في قطيعة رحم، ولا فيما لا يملك ابن آدم" .
قال تعالى: { وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } أي: فاشياً، وشرّه على الكفار.
قال: { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ } أي: على حاجتهم إليه { مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } يعني الأسير من المشركين.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفع الأسير إلى الرجل من المسلمين فيقول: احبس هذا عندك. فيكون عنده الليلة والليلتين. ورسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بحربه، فإذا فرغ قَبِلَهم؛ فكانوا يؤثرون على أنفسهم أولئك الأسارى، فأثنى الله عليهم بذلك.
{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ } أي: ينوون هذا في أنفسهم. [تفسير مجاهد: قالوا هذا في أنفسهم ولم ينطقوا به، فعلم الله ذلك منهم فأثنى به عليهم] { لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً } أي: أن تجزونا به { وَلاَ شُكُوراً } أي: ولا أن تشكرونا. { إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً } أي: يخافون شر ذلك اليوم الذي لا انبساط فيه. (وَالقَمْطَرِيرُ) الشديد. و(العَبُوسُ) أي تعبس فيه الوجوه. والقمطرير الذي يُقبّض ما بين الأعين. وتفسير مجاهد: العبوس بالشفتين. القمطرير: قبض الجبهة.