التفاسير

< >
عرض

فَوَقَٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ٱلْيَومِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً
١١
وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً
١٢
مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً
١٣
وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً
١٤
وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ
١٥
قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً
١٦
-الإنسان

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً } أي في وجوههم { وَسُرُوراً } أي في قلوبهم. قال: { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَآئِكِ } أي: على السرر في الحجال { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } الزمهرير: البرد الشديد. وقال مجاهد: البرد الذي يقطع.
ذكروا عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس في الجنة ليلة تظلم ولا حر ولا برد يؤذيهم" .
قوله عز وجل: { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا } أي ظلال الشجر { وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } أي: ذللت لهم ثمارها يتناولون منها قعوداً ومضطجعين وكيف شاءوا. وتفسير مجاهد: إن قام ارتفعت بقدره، وإن قعد نزلت حتى ينالها، وإن اضطجع تدلت إليه حتى ينالها.
قال عز وجل: { وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَا مِن فِضَّةٍ } والأكواب: الأكواز؛ تسمي العرب الواحد منها كوزاً، وهو الكوب المدور القصير العنق القصير العروة. والإِبريق: الطويل العنق الطويل العروة. ومعنى: { كَانَتْ قَوَارِيرا مِن فِضَّةٍ } أي: اجتمع صفاء القوارير في بياض الفضة. وذلك أن لكل قوم قوارير من تراب أرضهم، وأن تراب الجنة فضة، فهي قوارير من فضة يشربون فيها؛ يرى الشراب من وراء جدر القوارير، وهذا لا يكون في فضة الدنيا.
قال: { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } أي: في أنفسهم، فأتتهم على ما قدروا واشتهوا من صغار وكبار وأوساط، هذا تفسير بعضهم.
وتفسير مجاهد: متشابهة لا تنقص ولا تفيض. وبعضهم يقرأها: { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } أي: على قدرِ رَبِّهِمْ فلا يفضل عنهم شيء ولا يشتهون بعدها شيئاً، وهو مقرأ ابن عباس.