التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً
٢٠
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوۤاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً
٢١
-الإنسان

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ } أي في الجنة { رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً }. ذكر بعضهم قال: [يأتي الملك من عند الله إلى الرجل من أهل الجنة بالتحفة والهدية وبأن الله عنه راض، فلا يدخل إليه حتى يستأذن فيقول البواب: سأذكره للبواب الذي يليني، فيذكره للبواب الذي يليه حتى يبلغ البواب الذي يلي ولي الله فيقول له: ملك يستأذن. فيقول: ائذنوا له. فيؤذن له، فيدخل فيقول: إن ربك يقرئك السلام ويخبره أنه عنه راض ومعه التحفة فتوضع بين يديه]. وقد فسرنا ما بلغ ذلك النعيم وذلك الملك في غير هذا الموضع.
قال تعالى: { عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ } وبعضهم يقرأها: { عَالِيَهُمْ } { وَإِسْتَبْرَقٌ } وهو الديباج الغليظ. وهو بالفارسية: استبره. وتفسير الحسن: إنه الحرير.
ذكروا عن عكرمة قال: أما السندس فقد رأيتموه: الحرير الرقيم الذي يحمل بالسوس. قال: (وَالإِسْتَبْرَقُ): الديباج الغليظ.
قال تعالى: { وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ } فليس أحد من أهل الجنة إلا وفي يده ثلاثة أسورة: سوار من فضة. وسوار من لؤلؤ، وسوار من ذهب.
قال تعالى: { وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } ذكروا عن علي بن أبي طالب أنه قال: إذا توجّه أهل الجنة إلى الجنة مرّوا بشجرة يخرج من تحتها عينان فيشربون من إحداهما. فتجري عليهم بنضرة النعيم، فلا تَغَيَّرُ أَبشارُهم ولا تشعث أشعارهم بعدها أبداً؛ ثم يشربون من الأخرى فيخرج ما في بطونهم من أذى وقذى، ثم تستقبلهم الملائكة خزنة الجنة فيقولون:
{ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [الزمر:73].
ذكر بعضهم أنه يقال لأهل الجنة: ادخلوا الجنة برحمتي واقتسموها بأعمالكم.