التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ
٨
وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ
٩
وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ
١٠
وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ
١١
لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ
١٢
لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ
١٣
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ
١٤
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٥
أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ
١٦
ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ
١٧
كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ
١٨
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٩
أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ
٢٠
فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
٢١
إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ
٢٢
فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ
٢٣
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٢٤
-المرسلات

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ } يقول: عذاب الله واقع يوم تطمس فيه النجوم فيذهب ضوءها. { وَإِذَا السَّمَآءُ فُرِجَتْ } أي: فتحت وانشقت، كقوله: { وَفُتِحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً } [النبأ:19]. قال: { وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ } أي: قد ذهبت من أصولها فكانت هباء منبثاً في تفسير الحسن. وتفسير الكلبي: { نُسِفَتْ } أي: سوّيت بالأرض.
قال: { وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ } أي: وعدت، يعني الميعاد، وميعادها يوم القيامة في تفسير الحسن. وتفسير الكلبي: { أقتت } أي: جمعت. وتفسير مجاهد: { أُقِّتَتْ } أي: أجّلت أجلاً يعيشون فيه. { لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ }.
قال: { لِيَوْمِ الْفَصْلِ } أي: يوم القضاء. قال تعالى: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ } أي يوم القضاء. قال الحسن: أي: إنك لم تكن تدري ما يوم الفصل حتى أعلمتكه. { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } أي: ينادون في النار بالويل والثبور.
قال: { أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ } على الاستفهام، أي بلى، قد أهلكنا الأولين، يعني الأمم السالفة التي أهلك حين كذبوا رسلهم. قال: { ثُمَّ نُتْبِعُهُمَ الأَخِرِينَ } والآخرون هذه الأمة، أي: نهلكهم كما أهلكنا من قبلهم، يعني آخر كفار هذه الأمة الذين تقوم عليهم الساعة. قال: { كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ } أي: المشركين. { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } وهي مثل الأولى.
قوله: { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } يعني النطفة الضعيفة { فَجَعَلْنَاهُ } يعني الماء، وهو النطفة { فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } يعني الرحم { إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } أي: إلى يوم يولد المخلوق. قال تعالى: { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ } وهي تقرأ على وجهين: { فَقَدَرْنَا } خفيفة و { فَقَدَّرْنَا } مثقلة. فمن قرأها بالتخفيف فهو يقول: { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ } من باب القُدرة، أي: فملكنا فنعم المالكون. ومن قرأها بالتثقيل { فَقَدَّرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ } فمِن قِبَل التقدير. قال تعالى: { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } وهي مثل الأولى.