التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً
٢٥
أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً
٢٦
وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً
٢٧
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٢٨
ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
٢٩
ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ
٣٠
لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ
٣١
-المرسلات

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً } أي تكفتهم، أي تضمهم، [والكفت الضم والجمع] { أَحْيَآءً وَأَمْوَاتاً } أي يكونون على ظهرها وعليها أرزاقهم أحياء، وتضمهم أمواتاً فيكونون في بطنها، في تفسير الحسن. وقال بعضهم: الأحياء في البيوت، والأموات في القبور. قال: { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ } والرواسي الجبال، والشامخات المرتفعة. قال: { وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } أي: عذباً. وكل ماء عذب فهو فرات. قال: { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }. وهي مثل الأولى.
ثم قال: { انطَلِقُواْ إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } أي: يقال لهم يوم القيامة: انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون في الدنيا من العذاب، أي: يقولون إنه ليس بكائن. { انطَلِقُواْ إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ } أي: يخرج من الناس لسانان قبل أن يدخلوا النار، فيحيط بالمشركين مثل السرادق، ثم يسطع من النار دخان أسود فيُظِلّ ذلك السرادق، ثم يصير ثلاث فرق، فيلجأون إليه، يرجون أن يظلهم [ويجدون منه من الحر مثل ما وجدوا قبل أَن يلجأوا إليه] قوله: { لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ } وقال في الواقعة:
{ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } وهو الدخان، وهو هذا الذي قال: في ظل ذي ثلاث شعب { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } [الواقعة:43-44] أي لا بارد في الظل ولا كريم في المنزل.