التفاسير

< >
عرض

إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ
٣٢
كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ
٣٣
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٣٤
هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ
٣٥
وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ
٣٦
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٣٧
هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ
٣٨
فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ
٣٩
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٤٠
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ
٤١
وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ
٤٢
كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٤٣
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ
٤٤
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٤٥
كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ
٤٦
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٤٧
-المرسلات

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { إِنَّهَا تَرْمِى } يعني النار { بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ } وهي تقرأ على وجهين: كالقصْر، خفيفة، وكالقصَر مثقلة. فمن قرأها كالقصر خفيفة فهو يعني قصراً من القصور، ومن قرأها مثقلة فهو يعني أصول الشجر، وهي قصرها كقصر الرجال والدواب، وهي أعناقها.
قال تعالى: { كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ } وهي تقرأ على وجهين: جمالة وجمالات فمن قرأها جمالة فهو يعني النوق السود. ومن قرأها جمالات فهو يعني جمالات السفينة، أي حبالها فيما ذكروا عن مجاهد. قال تعالى: { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } وهي مثل الأولى.
قال تعالى: { هَذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } أي: بحجة { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } وقد يؤذن لهم في الكلام في بعض المواطن ولا يؤذن لهم في بعض. فإذا أذن لهم في الكلام لم يعتذروا بعذر. قال: { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } وهي مثل الأولى.
قال تعالى: { هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ } أي: هذا يوم القضاء { جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ } أي: يقال لهم هذا يوم القِيَامة.
قال تعالى: { فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ } تنجون به من عذاب الله { فَكِيدُونِ } تفسيره: فكيدون إن قدرتم، أي: إنكم لا تقدرون على ذلك. قال تعالى: { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } وهي مثل الأولى.
قال تعالى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ } يعني الأنهار { وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } قال: { كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } وذلك على قدر أعمالكم. { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } قال: { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } وهي مثل الأولى.
قال تعالى: { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً } يقوله للمشركين وعيداً لهم. وانقضت القصة الأولى من أمر أهل النار. { إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ } يعني شركهم.
ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن يأكل في معاء واحد، والمنافق يأكل في سبعة أمعاء" . قال: { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } وهي مثل الأولى.