قال: {إِنَّهَا تَرْمِى} يعني النار {بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} وهي تقرأ على وجهين:
كالقصْر، خفيفة، وكالقصَر مثقلة. فمن قرأها كالقصر خفيفة فهو يعني قصراً من
القصور، ومن قرأها مثقلة فهو يعني أصول الشجر، وهي قصرها كقصر الرجال
والدواب، وهي أعناقها.
قال تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} وهي تقرأ على وجهين: جمالة وجمالات
فمن قرأها جمالة فهو يعني النوق السود. ومن قرأها جمالات فهو يعني جمالات
السفينة، أي حبالها فيما ذكروا عن مجاهد. قال تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ}
وهي مثل الأولى.
قال تعالى: {هَذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ} أي: بحجة {وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}
وقد يؤذن لهم في الكلام في بعض المواطن ولا يؤذن لهم في بعض. فإذا أذن لهم في
الكلام لم يعتذروا بعذر. قال: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} وهي مثل الأولى.
قال تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ} أي: هذا يوم القضاء {جَمَعْنَاكُمْ
وَالأَوَّلِينَ} أي: يقال لهم هذا يوم القِيَامة.
قال تعالى: {فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ} تنجون به من عذاب الله {فَكِيدُونِ}
تفسيره: فكيدون إن قدرتم، أي: إنكم لا تقدرون على ذلك. قال تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} وهي مثل الأولى.
قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ} يعني الأنهار {وَفَوَاكِهَ مِمَّا
يَشْتَهُونَ} قال: {كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} وذلك على قدر أعمالكم.
{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} قال: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} وهي مثل الأولى.
قال تعالى: {كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً} يقوله للمشركين وعيداً لهم. وانقضت
القصة الأولى من أمر أهل النار. {إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ} يعني شركهم.
ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن يأكل في معاء واحد،
والمنافق يأكل في سبعة أمعاء" . قال: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} وهي مثل الأولى.