التفاسير

< >
عرض

وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً
١٢
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً
١٣
وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً
١٤
لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً
١٥
وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً
١٦
إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً
١٧
يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً
١٨
وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً
١٩
وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً
٢٠
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً
٢١
-النبأ

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } وهي السماوات، وهي أشد من خلق الناس. قال تعالى: { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا... } إلى قوله { { وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَآ } [النازعات:27-30] قال عز وجل: { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } يعني الشمس. وتفسير الكلبي: وهاجاً: أي مضيئاً. وتفسير الحسن: حر الشمس وهجها.
قال: { وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ } أي: من السماوات وبعضهم يقول: من السحاب. { مَآءً ثَجَّاجاً } أي: ماء منصباً؛ ينصب بعضه على بعض. { لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً } أي: البر والشعير { وَنَبَاتاً } أي: من كل شيء. قال عز وجل: { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً } أي: ملتفة. وقال الكلبي: ألفافاً، أي: ألواناً.
قال: { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ } أي: يوم القضاء، وهو يوم القيامة { كَانَ مِيقَاتاً } أي: يوافونه كلهم. { يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ } وهي النفخة الأخيرة { فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً } أي: أمة أمة. { وَفُتِحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً } أي: منشقة. { وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً } أي: مثل السراب، تراه وليس بشيء.
قال عز وجل: { إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً } أي: هي رصد دون الجنة [أي: ترصد من حق عليه العذاب]. والصراط عليها، فمن كان من أهلها هوى فيها، ومن لم يكن من أهلها حاد عنها إلى الجنة.
قال الحسن: كان الرجل يلقى أخاه فيقول: أما علمت أن جهنم على الرصد. يعني أن جهنم كانت مرصاداً. قال الحسن: والله لقد أدركت أقواماً ما جعل أحدهم بينه وبين الأرض فراشاً حتى لحق بالله إلا كساءه، بعضه تحته وبعضه فوقه. ولقد أدركت أقواماً إن كان أحدهم ليعرض له المال الحلال فلا يأخذه ولا يعرض له خشية أن يكون هلاكه فيه. وإن كان الرجل ليلقاه أخوه فيحسب أنه مريض، وما به من مرض إلا أن القرآن قد أرَقَّه. وكان الرجل يلقى الرجل فيقول: أخي، أتاك أنك وارد جهنم؟ فيقول: نعم. فيقول: أتاك أنك صادر عنها؟ فيقول: لا. فيقول: ففيم البِطاء إذاً.