التفاسير

< >
عرض

وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً
٢٩
فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً
٣٠
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً
٣١
حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً
٣٢
وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً
٣٣
وَكَأْساً دِهَاقاً
٣٤
لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً
٣٥
-النبأ

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً } أي: أحصت الملائكة على العباد أعمالهم وهي عند الله محصاة في أم الكتاب.
ذكروا عن ابن عباس قال: أول ما خلق الله القلم فقال اكتب. قال: رب وما أكتب. قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة. قال: فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة. فأعمال العباد تعرض كل يوم اثنين وخميس فيجدونه على ما في الكتاب. وزاد فيه بعضهم:
{ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الجاثية:29]. ثم قال: ألستم قوماً عرباً. هل تكون النسخة إلا من كتاب.
قال: { فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } ذكروا عن عبد الله بن عمرو قال: ما نزل على أهل النار آية هي أشد منها. قال: فهم في زيادة من العذاب أبداً. وهو قوله تعالى:
{ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ } [النساء:56]. أي: زيدوا عذاباً.
قوله: { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } أي: نجاة مما أعد الله للكافرين. قال بعضهم: مفازاً أي من النار إلى الجنة. { حَدَآئِقَ } أي: جنات { وَأَعْنَاباً } أي فيهما أعناب. قال: { وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً } أي: أبكاراً على سنّ واحدة، بنات ثلاث وثلاثين سنة. قال تعالى: { وَكَأْساً } وهي الخمر { دِهَاقاً } وهي المترعة الممتلئة. وهو قول الشاعر:

أَتَانَا عَامِرٌ يَرْجُو قِرَانَا فأََتْرَعْنَا لَهُ كَأْساً دِهَاقاً

وهي المترعة. قال: { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً } قال الحسن: معصية، كما كانوا يسمعون في الدنيا. وقال بعضهم: { لَغْواً }: حَلِفا. تفسير الكلبي: اللغو: الباطل. { وَلاَ كِذَّاباً } تفسير الحسن: لا يكذِّبُ بعضهم بعضاً. وقال بعضهم: ولا كَذِباً.