التفاسير

< >
عرض

جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً
٣٦
رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً
٣٧
يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً
٣٨
ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً
٣٩
-النبأ

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } أي: على قدر أعمالهم. وقال تعالى في آية أخرى: { يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [غافر:40]. وذلك أنهم يُعطَون فيها المنازل على قدر أعمالهم، ثم يُرزقون فيها أهل كل درجة بغير حساب.
قال عز وجل: { رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } وهي تقرأ على وجهين: رب السماوات والأرض بالجر وبالرفع. فمن قرأها بالرفع فهو كلام مستقبل؛ يقول ربُّ السماوات والأرض وما بينهما (الرَّحْمَنُ) برفع (الرَّحْمَنِ). لا يملكون منه خطاباً. ومقرأ الحسن: ربُّ السماوات والأرض وما بينهما الرحمن. يبتدىء فيقول: { الرَّحْمَنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً }. وقوله عز وجل: { لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } أي: مخاطبة في تفسير الحسن. وبعضهم يقول: { لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً }، أي: كلاماً. كقوله عزّ وجل:
{ يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بإِذْنِهِ } [هود:105].
وقال في هذه الآية: { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ } [أي: لا يشفعون] { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً } أي: قال: صواباً في الدنيا. وهو قول لا إله إلا الله. وقوله: { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ } قال الحسن: يوم يقوم روح كل شيء في جسده.
قال عز وجل: { ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً } أي: مرجعاً، أي: يعمل صالح. وقال في آية أخرى:
{ وَمَا تَشَآءُونُ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللهُ } [الإِنسان: 30].