تفسير سورة عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وهي مكية كلها
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ} يعني
المشركين، أي: ما الذي يتساءلون عنه. ثم قال عز وجل: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} أي
البعث، وذلك منهم تكذيب واستهزاء. قال عز وجل: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}
يعني البعث اختلف فيه المشركون والمؤمنون، فآمن به المؤمنون وكفر به المشركون.
قال عز وجل: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} وهذا وعيد من الله
للمشركين، ووعيد بعد وعيد.
ثم قال: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً} مثل قوله عز وجل: فراشاً وبساطاً.
قال: {وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً} أي: أوتاداً للأرض.
قال: {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً} أي: ذكراً وأنثى. قال: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً}
أي: نعاساً. {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً} أي: ستراً يغطي الخلق فيسكنون فيه.
{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً} أي: يطلبون فيه أرزاقهم ومعايشهم.