التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ
١١
فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ
١٢
فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ
١٣
مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ
١٤
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ
١٥
كِرَامٍ بَرَرَةٍ
١٦
قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ
١٧
مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ
١٨
مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ
١٩
ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ
٢٠
ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ
٢١
-عبس

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } أي: إن هذه السورة تذكرة. { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } أي: القرآن. وقال في آية أخرى: { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللهُ } [المدثر:56].
قال تعالى: { فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ مَّرْفُوعَةٍ } أي: عند الله في السماء { مُّطَهَّرَةٍ } أي: من الدنس. { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } أي: كتبة. يعني الملائكة { كِرَامٍ بَرَرَةٍ } أي: لا يعصون الله.
ذكروا عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه ويتتعتع به وهو عليه شاق. فله أجران" .
قوله عز وجل: { قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } أي: لعن الإِنسان ما أكفره وتفسير الكلبي: ما أشد كفره. { مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } أي: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظاماً، ثم لحماً، ثم أنبت الشعر ونفخ فيه الروح.
{ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ } أي: سبيل الهدى وسبيل الضلالة. وقال مجاهد: هو مثل قوله: { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ } أي: بينا له السبيل، سبيل الهدى وسبيل الضلالة
{ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } [الإِنسان:3].
قال تعالى: { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } أي: جعل له من يقبره، أي: من يدفنه في القبر.